يحكى في قديم الزمان عن رجل عجوز يعيش في بيت صغير قرب النهر في بلاد الصين ،وكان له ولدان يعيشان معه يدعيان داي و تام ،وكان هذا العجوز يكسب قوت يومه من مهنة الصيد، كان رغم كبر سنه نشط ويعمل ليلاً نهاراً ،وفي يوم مرض الرجل فجأة ومات .فترك هذا الرجل قبل موته لولديه داي وتام بعض النقود وشبكة صيد رثة قديمة، وبعد رحيل العجوز قرر داي الأخ الأكبر أخذ النقود وترك لشقيقه الأصغر تام شبكة الصيد .مرت الأيام وتحسنت أحوال داي بعد دخوله في تجارة رابحة بدأها من النقود التي ورثها عن والده، أما تام فقد كان يعاني من الفقر والحاجة حيث أن شبكته القديمة التي تركها له والده تصطاد له قدراً قليلاً من السمك لا يكفي لبيعيه وكسب قوت يومه منه .
تحسر تام على حظه العاثر وقضى أيامه في حزن وندم ،وذات ليلة بينما كان تام جالساً على ضفة النهر قاطع تفكيره رجل عجوز له لحية بيضاء طويلة ويحمل بيده جرة .اقترب العجوز من تام وأعطاه الجرة قائلاً : خذ يا ولدي هذه الجرة التي تصنع الملح، سوف تغدق عليك الخير والكسب الوفير أنت وأهلك، وعندما تريد أن تصنع الملح ليس عليك سوى أن تقول لها : اصنعي ملحاً من فضلك، وإن اردت ايقافها قل لها : شكراً لك هذا يكفي، وسوف تستجيب لك الجرة على الفور .
تعجب تام من كلام العجوز ولكنه أخذ الجرة وشكره على أي حال واتجه إلى منزله ثم صنع كما أملى عليه العجوز فتفاجأ بالجرة تصنع له الكثير من الملح، أخذ تام يبيع الملح إلى أهل القرية بسعر زهيد حتى تحسنت أحواله وأصبح من الأغنياء .
تسرب الحسد والحقد إلى نفس داي فأخذ يراقب تام حتى يعرف سر ماله، فرآه يطلب من الجرة أن تصنع له الملح، ففهم السر وقرر سرقة الجرة، وبالفعل نفذ خطته الشريرة ذات ليلة.
فأخذ الجرة وقرر السفر بعيداً حتى لا يعثر أخاه عليه وينتقم منه ويأخذ منه جرته، جهز مركباً واستعد للذهاب إلى بلاد بعيدة عبر النهر .
ركب الزورق وأخذ معه الجرّة وابتعد عن الشاطئ ، فأمر الجرّة ” أيتها الجرة اصنعي ملحاً من فضلك”.
وعلى الفور بدأت الجرة تصنع دفعات كبيرة جداً من الملح، فشعر بالسعادة والرضا في البداية، إلا أن هذه السعادة لم تدم طويلاً حيث امتلأ القارب بالملح ولم يتمكن من إيقاف الجرة وأخد يصرخ على الجرة و لكنها لا تستجيب ،فغرق المركب في النهر وأخذ داي يصرخ قائلاً : “ليتني ما سرقتُ جرة أخي الصغير” .
ولكن تام كان يراقب ما حدث لأخيه فأسرع وقفز في النهر وأنقذ أخاه من الغرق ،فقال داي : أرجوك يا أخي سامحني إن الطمع أعماني ونسيت أني استطيع جني الكثير من المال بجهدي وصحتي .
تعليقات
إرسال تعليق